تطبيق سر في امان اختبر معرفتك وتعلم قانون المرور وراجع معارفك واستعد بثقة لامتحان رخصة القيادة وكن سائقا محترفا
نصائح

السياقة والبدانة

يقول الباحثون إن التعود على القيادة عند الذهاب إلى أي مكان مضرة بالصحة لأنه كلما قدت سيارتك فإنك ستمشي بمعدل أقل والمشي يوفر لك تمرينات لياقة بشكل تلقائي. ويقول جيمس هيل أستاذ الطب في جامعة كولورادو إن الإنسان بحاجة لمشي عشرة آلاف خطوة يوميا حتى يبقى بصحة جيدة. لكن بالنسبة للأشخاص الذين يمشون فقط من منازلهم إلى سياراتهم ثم من سياراتهم إلى مكاتبهم فإن عدد خطواتهم اليومية ينحسر إلى ألف خطوة فقط. وتجبر ثقافة القيادة الناس على تخصيص وقت للتمرينات الرياضية كما تقلل قيادة السيارات لمسافات طويلة من الوقت المتاح للتمرينات. وقالت شريكهاند أستاذة الاتصالات في جامعة أو لثورب في أتلانتا، إذا كنت أمشي في مدينتي بشكل أكبر لكنت قد مارست التمرينات التي أحتاج إليها بشكل تلقائي، والآن أنا مضطرة لتخصيص وقت للتمرينات في حياتي، وأحياناً يكون هذا الأمر صعباً للغاية لانشغالي. ومن بين مشكلات أسلوب الحياة المتمثلة في أن يجلس المرء أغلب الوقت هو البدانة وأمراض القلب. وقالت ديانا دينزمور من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن الاعتماد على السيارة يزيد من صعوبة الالتزام بتوصية الحكومات بممارسة التمرينات المكثفة لمدة 75 دقيقة أسبوعياً أو 150 دقيقة من التمرينات المتوسطة. وتمكن الأستاذ لورانس فرانك من جامعة بريتيش كولومبيا من ترجمة العلاقة بين المسافة التي يقطعها الشخص بالسيارة كل يوم ووزنه إلى أرقام. وقال (كل 30 دقيقة إضافية في السيارة يومياً تعني زيادة فرصة البدانة بنسبة ثلاثة في المئة، تتراجع فرص إصابة الأشخاص الذين يعيشون في أحياء يتاح فيها المشي بالبدانة بشكل أكبر بنسبة سبعة في المئة). فالمدن الكبرى القديمة تضم أحياء مبنية حول مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة وتتوفر فيها مواصلات عامة بشكل أكبر. أما المدن الجديدة الآخذة في النمو فهي محاطة بضواح غير منتظمة لا يمكن التنقل فيها إلا بسيارة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبعد المنشئات عن بعضها البعض. وقالت شريكهاند إنها لم تكن تملك سيارة عندما كانت طالبة في فيلادلفيا وكانت تمشي كثيراً لكن الاعتماد على السيارة ليس سوى ثمن متواضع مقابل أسلوب حياة يشمل طقساً أفضل والعيش في ضاحية تغطي أوراق الشجر شوارعها.

المخاوف الصحية ليست سوى أحد العوامل التي دفعت اثنين من خبراء تخطيط المدن إلى البحث عن بدائل للمدن التي يتم التنقل فيها بالسيارات كما تلعب أسعار البنزين المرتفعة والحاجة لإيجاد مجتمعات مترابطة بشكل أكبر والمخاوف البيئية دوراً أيضاً في السعي لهذه البدائل. وتحشد جماعات مكافحة تغير المناخ وأخرى تروج لأسلوب حياة صحي بشكل أكبر جهودها لدعم مشروع قانون اتحادي جديد ينقل السياسة تجاه بدائل استخدام السيارات. لكن السيارة في العالم تمثل رمزاً للحرية لذا تسخر الجماعات التي تمثل صناعات النقل والبناء من جهود البحث عن بدائل وتصف الجهود بأنها محاولة للقضاء على روح الرفاهية والاسترخاء، فالتكنولوجيا حسبهم جاءت لتريح البشرية لا لتعكر عليهم حياتهم، وهذا رأيهم، فما رأيكم عزيزي القارئ وزائر موقع “طريقكم” في هذه الأطروحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى